وهكذا يبدو الموضوع ولا اعتراض على خلق الله ، وانا ادعو اللجنة الاولمبية لان تنظم منافسات خاصة للدول التي تشبه حالنا ، لان متابعة مثل هذه المنافسات ابتداءا من الافتتاحية مرورا بالمجريات وصولا للنتائج أصبحت تشكل عبأ على المواطن العربي ومناسبة سوداء تتكرر مثل المصائب وتختلف عنها بانها مصائب بموعد.
فنحن شعوب معاقة على ما يبدو وحالنا مثل حال ( اذا اردنا التكلم على المستوى المحلي ) اي مصاب بالعبط المنغولي ( عافا الله الجميع ) عندما يدخل للعب في مبارة للمحترفين في الدوري المصري على سبيل المثال ( لان في الدوري السوري لن يختلف هذا كثيرا عن لاعبينا )
نعم لان الاعاقة هي فقدان احد الوظائف الجسدية او تخلف في القدرات العقلية ، ونحن بالمقارنة مع الموجودين في مثل هذه المحافل نبدو وكأنه فينا البلاءين ( الجسدي والعقلي معا ) ، وتجد الجمهور العربي يتنقل بين المسابقات المختلفة والانشطة للبحث على اسم هنا او لاحة لعربي هناك .. وينتظر .. يتأمل .. يتحمس .. يحبط .. يحبط .. يحبط .. ينكسر .. فلا يجد مهربا من ان يبحث عن منافسات كرة الطائرة الشاطئية للسيدات .. ليشرئب من جديد وينتفض .. من يأسه .. ( وبيمشي الحال ) ويبدأ بالبحث عن عربي اخر .. لينكسر .. كرة طائرة .. يشرئب من جديد .. وهكذا..
لنجد ان الموضوع لا يتعلق بدول متخلفة واخرى متقدمة فتجد من أصحاب الميداليات الزنجي والأصفر والأحمر .. واحمر هؤلاء أفضل من النبيه فينا .. واذكر اني قرأت اليوم في جدول الميداليات الذهبية اذربيجان وسلوفاكيا والهند .. ( الشهادة لله ان اللجنة الاولمبية ايضا بخلاء .. فقط ذهب وفضة وبرونز لماذا لا يكملوا الطقم ؟؟ .. تنك .. خشب .. فربما نحصل على ميدالية من طين ) ؟؟
رحت اليوم اتأمل في مسابقة الجمباز للرجال ، هؤلاء الذين يتشقلبون على الاجهزة المختلفة ، وتذكرت بان ابن جارنا الصغير سامر كيف يتشقلب في الحديقة ارشق من القرود يتسلق عارضة "المرجوحة" وينط منها على الشجر .. موهوب .. وهناك الكثيرين من الموهوبين في بلدي .. بل كل واحد فينا في هذا البلد يعتبر نفسه هو منبع المواهب .. فلماذا .. لماذا .. لا نجد ولا انجاز في كل هذه الانشطة المنوعة ..
في الشقلبة ، او في النيشنة .. في ركب الاحصنة او الحمير ، في الركض كرا كان ام فرا ، في القفز فوق الحواجز في الزانة في النطوطة.. ( حتى لو ادخلو الرقص الشرقي ستتفوق البرازيليات علينا ) .. بسكليتات ، اثقال ، ريشة ، بينغ بونغ .. دحل .. معليش .. أي حاجة .. لا اثر .. ولا امل ..
اذا كان الجهاز الاداري في دولنا العربية معطل ( معاق ) ولا امل في ان ينتج اصحاء في يوم من الايام ، ومعظم هذه الدول ماشاء الله يمتلك اموال لا تأكلها النيران ، لنفعل كما كان يفعل اسلافنا عندما كان التعليم في البلاد العربية متخلفا ( وما زال ) ، كان الميسورين و اصحاب الامر يرسلون اولادهم او بعض المختارين للدراسة في الخارج ، ولم تتحقق النهضة بعض الدول ( التي لم تتعدى الفراش ) في الا من خلال هؤلاء ..
نستعين في بلادنا بخبراء في كل شيء وكنت اقرأ قبل قليل ان اتفاقية عقدت بينا سوريا واليابان لتدريب الكوادر في الصرف الصحي .. ( يعني هؤلاء خبراء في كيفية التصريف من بعد "قفانا" – اعزكم الله - ونازل ) ,, ، طيب لنستعين بخبراء لانتقاء بعض المواهب ونقتصد بمصاريف بعض الوزارء الذين يقضون في المهام خارج الحدود ( في سبيل الوطن الشهادة لله .. سامحني الله ) اكثر ما يقضون وراء مكاتبهم .. وقس على باقي المعاونين والمدراء والمرسلين بطعمة وبلا طعمة ..
لنتدبر امرنا ونرسل اطفالنا الموهبين الذين يتم اختيارهم من قبل خبراء مستقلين ( دون مناقصة .. او مزايدة ؟؟!) ، ونرسلهم في بعثات طويلة ( هم وعائلاتهم اذا اقتضى الامر ) ليتعلموا ويتدربوا هناك حتى يشبّوا ويكبروا ويصبحوا ابطال .. على مبدأ المدرسة الداخلية .. تصنيع في غير بلد المنشأ ان شئتم .. تحت أي مسمى .. نقبل بذلك ولو لم يكن على حياتنا ..
ليفرح اولادنا ربما بان يرتفع علم بلدي على صار ويعزف النشيد الوطني وسط تصفيق الجماهير وفي عيني بطل من اولادنا دمعة .. ومن وراءها دموع الملايين فرحة تردد بصوت واحد ..
حماة الديار عليكم سلام .. ابت ان تذل النفوس الكرام ..